بعد واقعة الغياب الجماعي عن البرلمان.. مستشارو الأحزاب الكبرى يتغيبون عن دورة جماعة مكناس

وفي مشهد عبثي، يعكس جليا الوضع الذي يعيشه هذا المجلس منذ انتخابه سنة 2021، بدت مقاعد الفرق الكبرى المشكلة للمجلس، التي احتلت المراكز الأولى في الانتخابات الجماعية، شبه فارغة، ليقتصر الحضور على مستشاري الأغلبية والأحزاب اليسارية المعارضة.

وسجلت أكبر نسبة غياب خلال الدورة الأخيرة للمجلس، في صفوف مستشاري ومستشارات أحزاب التحالف الحكومي، أي الأحرار، والاستقلال والأصالة والمعاصرة، فضلا عن غياب غير مفهوم لبعض مستشاري حزب العدالة والتنمية.

العبث لم يتوقف عند هذا الحد، بل لم تكلف الفرق التي تخلف مستشاروها عن الحضور لجلستين متواليتين لدورة المجلس، تضمن جدول أعمالها العديد من النقاط المهمة والمصيرية، وذات الكلفة المالية الكبيرة من المال العام، سيما تلك المتعلقة بالمنح المخصصة لبعض الفرق الرياضية والجمعيات، عناء نفسها توضيح هذا الغياب لقواعدها وللساكنة من خلال إصدار بلاغات في هذا الشأن، تبرر هذا الغياب الغير مفهوم، الذي يساهم بدرجة كبيرة في تعزيز الشعور بفقدان الثقة في النخب والأحزاب السياسية.

يذكر أن الولاية الحالية لمجلس جماعة مكناس، شهدت العديد من الأحداث الاستثنائية التي ألقت بظلالها على المعيش اليومي للساكنة، من خلال تعثر مجموعة من الخدمات والمشاريع، أبرزها أشغال تجديد شبكة الإنارة العمومية، وصيانة المساحات الخضراء، ومشاريع التأهيل الحضري وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، وهي الأشغال التي تم استئناف بعضها خلال الأشهر الأخيرة، بعد إعادة تشكيل المكتب المسير للمجلس، في انتظار انطلاق باقي الأوراش المنتظرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من زمن تنموي تم إهدار جله في صراعات سياسية عقيمة.